طقس العرب - تمثّل مواقع التواصل الاجتماعي في يومنا هذا بوابة لعالم افتراضي للتعارف وتبادل الأفكار ومشاركة المعلومات، ولا أحد ينكر فوائدها، لكن علينا أن ندرك مخاطرها أيضاً لنحاول تجنبها، فكيف تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي على صحتنا النفسية؟ وكيف يمكن تجنب سلبياتها لنتمتع بتأثيرها الإيجابي؟
تطور الإنترنت بشكل ملحوظ خلال 25 سنة الماضية، وظهرت مواقع التواصل الاجتماعي بعد ذلك لتسهل تواصل الناس وتبادل المعلومات، وتشمل هذه المواقع العديد من المنصات الإلكترونية، مثل فيسبوك، وتويتر، وإنستغرام، وغيرها، حيث يتفاعل الأشخاص من خلالها عن طريق المناقشات، والصور، والفيديوهات.
وتشير العديد من الإحصائيات إلى أن ما يقارب 42% من البالغين يستخدمون أكثر من منصة، كما أن غالبية مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي تقل أعمارهم عن 30 سنة، ومع ذلك فإن المستخدمين الأكبر سناً في تزايد ملحوظ.[1]
يعد تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية سلبياً وإيجابياً، وهذا يعتمد على طريقة الاستخدام.
أما عن السلبيات فهي تشمل ما يلي:
يظهر معظم الناس بأفضل صورة ممكنة عندما يشاركون صورهم أو مقاطع الفيديو الخاصة بهم عند ذهابهم للتنزه أو للرحلات الصيفية، وعندما ينتقل البعض بين هذه الصور والمقاطع يشعرون بعدم الرضا عن أنفسهم وعن حياتهم، ويظنون أن الجميع يحظون بأوقات سعيدة ومظهرهم لا يعيبه شيء، مما ينتج عنه فقدان احترام الذات على الرغم من أن كل ذلك غير واقعي، حيث أن هذه الصور تتعرض للعديد من التعديلات، كما أن لا أحد منا حياته تخلو من المتاعب.
يحتاج البشر إلى التواصل وجهاً لوجه للحفاظ على صحتهم العقلية، ولذلك قد يسبب البقاء على مواقع التواصل الاجتماعي لمدة تزيد عن ساعتين يومياً زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب نتيجة العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة، بالإضافة إلى الخلافات التي قد تحدث عبر تلك الصفحات من خلال التعليقات السلبية والتي قد تسبب الخوف والقلق.
يتعرض بعض الأشخاص للتنمر الإلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق التعليقات المسيئة، وقد ينتج عن ذلك آثاراً نفسية مؤلمة تستمر لفترة طويلة.
يحاول معظم الناس الظهور بأفضل شكل لديهم كما ذكرنا سابقاً، وينتج عن ذلك التركيز غير الصحي على مظهرهم الخارجي بشكل مبالغ فيه عوضاً عن التركيز على الهدف الحقيقي من التصوير، وهو خلق ذكريات مع العائلة والأصدقاء. كما أن عدم تلقي النتائج المرجوة والتعليقات الإيجابية على مواقع التواصل الاجتماعي يشعرهم بالإحباط، وكراهية الذات، وفقدان الثقة بالنفس.
قد يؤدي الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي إلى فقدان القدرة على التحكم في الانفعالات، خاصة إذا تم تحميل تلك المواقع على الهاتف الذكي لأن ذلك يعني ببساطة سهولة الوصول إلى جميع حسابات تلك المواقع طيلة الوقت، مما يؤثر سلباً على التركيز، والنوم، والعلاقات الشخصية.
يقضي كل منا مقداراً من الوقت على تلك المواقع بشكل مختلف عن الآخر، فهناك من يهمل علاقاته مع الآخرين وينصرف انتباه نحوها طيلة الوقت مما يؤثر على عمله، أو مدرسته، أو جامعته، مع شعوره بعدم الرضا والغضب، وهناك من يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بقدر معقول ويستفيد منها بدلاً من أن تضره.
وهذه بعض العلامات التي تدل على تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية بالسلب:
على الرغم من كل سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي السابق ذكرها إلا أن لديها بعض الفوائد، وتشمل إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي ما يلي:
زيادة الوصول إلى الموارد: تساهم هذه المواقع في تسهيل الوصول إلى الكثير من المعلومات، مثل مجموعات الدعم، أو أدوات النصح القيمة والمفيدة.
تشمل أفضل الطرق لتحسين العلاقة مع مواقع التواصل الاجتماعي ما يلي:
تذكر أن بإمكانك تجنب سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق إدارتك للمحتوى الذي تقدمه أو تتابعه، وعليك أن تتأكد من أن علاقتك بها لا تؤثر على صحتك النفسية وعلاقاتك الاجتماعية، وذلك بمتابعة سلوكك على تلك المنصات باستمرار ولا تتغاضى عن أدق التفاصيل، فأنت من تختار هل تستخدمها لتضييع وقتك أم لاستثماره.
-بابونج-
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول