لماذا يكون تنفس الهواء البارد منعش أكثر من الهواء الدافئ؟

2021-01-06 2021-01-06T15:31:45Z
رنا السيلاوي
رنا السيلاوي
محرر أخبار - قسم التواصل الاجتماعي

طقس العرب - قد يفضل بعضنا فصل الصيف بسبب العطل الصيفية واللعب تحت الشمس وتناول المثلجات، ومع ذلك قد يكون هواء الصيف مزعجاً أحياناً، خاصة إذا كان الهواء رطباً وثقيلاً، لذلك نجد بعض الناس يفضلون الخريف أو الشتاء بسبب الهواء البارد، حيث يجدون الهواء نقي ومنعش، فهل فعلا يكون تنفس الهواء البارد منعشاً أكثر من الهواء الدافئ؟ 

 

عندما نقول ان الهواء نقي، فإننا نعني أنه صافٍ ونظيف وجاف، والهواء البارد أكثر جفافاً من الهواء الدافئ، فالهواء البارد يحمل كمية أقل من بخار الماء، أما في الصيف تتسبب الحرارة في زيادة بخار الماء في الهواء، ولأن جزيئات الهواء الدافئ متباعدة عن بعضها أكثر من جزيئات الهواء البارد، يمتلك الهواء الدافئ قدرة على حمل كمية أكبر من بخار الماء، وهذا هو سبب الشعور برطوبة الهواء الدافئ، أما الهواء البارد فيحتوي على كمية أقل من الرطوبة، ولأن الهواء البارد أكثر كثافة وجزبئاته متقاربة أكثر فهو يعطينا كمية أعلى من الاكسجين في الشهقة الواحدة، لذلك يكون المشي أو ممارسة الرياضة في الطقس البارد أكثر كفاءة منه في الطقس الحار. 

 

أما السبب الثاني لشعورنا بأن الهواء البارد منعشاً اكثر، هو أن الهواء البارد أنظف من الهواء الدافئ، حيث تميل طبقات الهواء في الغلاف الجوي لأن تختلط عندما تنخفض درجات الحرارة، وهذا يقلل من تركيز التلوث، مما يجعل الهواء أنظف وأسهل في التنفس، وهذا هو السبب الذي يجعل استنشاق الهواء البارد أكثر صحة لكثير من الناس.

 

بالإضافة لما سبق، فإن رائحة الهواء البارد تكون أفضل من الهواء الدافئ، وهناك سببان لهذا؛ أولاً، الحركة الأبطأ لجزيئات الرائحة في الطقس البارد، وهذا يعني أن القليل من الروائح يمكن أن يصل إلى أنوفنا. ثانيًا، نحن لا نجيد الشم عندما يكون الجو باردًا، إذ تختبئ مستشعرات الرائحة لدينا بشكل أعمق في أنوفنا أثناء الطقس البارد لحماية نفسها، وبالتالي تقل الروائح التي نستشعرها.

 

وقد يشعر معظمنا بالراحة في أول يوم بارد بعد صيف حار، تمتلك أدمغتنا منطقة خاصة تسمى منطقة ما تحت المهاد (Hypothalamus) يعمل كمنظم لحرارة أجسامنا، يبدأ هذا الجزء بعمل بعض الإجراءات التي تساعدنا في الحفاظ على درجة حرارة الجسم، هذا ما يجعلنا نتعرق في الصيف الحار، ونرتجف في الشتاء البارد، لكن بمرور الوقت تتكيف أجسادنا مع فترات الحرارة الطويلة أو البرودة، وخلال فصل الصيف، تعتاد أجسادنا على التعامل مع الحرارة، حيث تعمل بجد طوال الوقت للتبريد، وعند ظهور أول إشارة على دخول الطقس البارد ترتاح أجسادنا فتنتعش.

 

لا يقتصر الطقس البارد على كونه منعشاً فحسب، بل له أيضًا العديد من الفوائد لأجسامنا، إذ يساعدنا الهواء البارد على التفكير بشكل أكثر وضوحًا، حيث تشير الدراسات إلى أنه عندما يكون الجو باردًا، يتمكن الناس من التفكير في المشكلات وحلها بطريقة أفضل، كما أن البرد يجعلنا ننام بشكل أفضل، إذ يوصي العديد من علماء النوم بالنوم في غرفة باردة عندما يكون الطقس دافئًا.

 

ومع ذلك، يمكن أن يكون الهواء البارد خطيرًا أيضًا، في حين أن الطقس البارد يمكن أن يكون صحي أكثر للعديد من الناس، يجب على المصابين بالربو توخي الحذر، يمكن أن يتسبب الطقس البارد أحيانًا في صعوبة التنفس، لأن الهواء البارد والجاف قد يهيج المجاري التنفسية والرئتين، ويتسبب في تضييق المجاري التنفسية العلوية، كما يمكن للهواء البارد أيضًا أن يجفف طبقة الرطوبة التي تبطن المجاري التنفسية السفلية في الرئتين، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يشكل التعرض للبرد الشديد مخاطر صحية بالغة الخطورة، بما في ذلك عضة الصقيع وانخفاض درجة حرارة الجسم.

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
عادات غذائية نمارسها خلال شهر رمضان ضارة بالصحة !

عادات غذائية نمارسها خلال شهر رمضان ضارة بالصحة !

بالفيديو | مفاجأة صادمة .. د.نزار باهبري يؤكد عدم فائدة أدوية السعال والمضادات الحيوية في معالجة وتخفيف أعراض الإنفلونزا وينصح بالماء والعسل

بالفيديو | مفاجأة صادمة .. د.نزار باهبري يؤكد عدم فائدة أدوية السعال والمضادات الحيوية في معالجة وتخفيف أعراض الإنفلونزا وينصح بالماء والعسل

تزايد فُرص تأثر المنطقة بكُتل هوائية أكثر برودة ترتفع معها فُرص تشكل المُنخفضات الجوية النصف الثاني من الشهر (تفاصيل)

تزايد فُرص تأثر المنطقة بكُتل هوائية أكثر برودة ترتفع معها فُرص تشكل المُنخفضات الجوية النصف الثاني من الشهر (تفاصيل)

عاصفة مطرية وكميات كبيرة من الأمطار تنتظرها جنوب القارة الأوروبية نهاية الأسبوع

عاصفة مطرية وكميات كبيرة من الأمطار تنتظرها جنوب القارة الأوروبية نهاية الأسبوع