حرب غزة تؤثر على التغيرات المناخية وتزيد من الأضرار البيئية

2023-11-20 2023-11-20T20:47:28Z
طقس العرب
طقس العرب
فريق تحرير طقس العرب

طقس العرب - تشكل الحرب الدائرة بين الاحتلال والمقاومة في فلسطين تحديًا كبيرًا، ليس فقط من الناحية السياسية والإنسانية، ولكن أيضًا فيما يتعلق بتأثيراتها على الاستدامة البيئية وتحولات العالم نحو الطاقة الخضراء.

ففي ظل زيادة الوعي بضرورة مواجهة تغير المناخ، تثير هذه الحرب تساؤلات حرجة حول كيفية تأثير الحروب والتوترات الجيوسياسية على جهود الحفاظ على البيئة وتعزيز استخدام مصادر الطاقة المتجددة.

 

كيف تؤثر الحروب على التغير المناخي والبيئة؟

إلى جانب الخسائر البشرية، تستنزف الحروب موارد هائلة وتتسبب غالبًا في أضرار بيئية جسيمة.

وتشمل تكلفة العمليات العسكرية البيئية تدمير البنية التحتية، والاضطرابات الناتجة عنها في مشاريع وسياسات الطاقة الخضراء. وهذه الجوانب تمثل جزءًا لا يمكن تجاهله عند دراسة التأثير الشامل للحروب.

 

وفي هذا السياق، أشار الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات المتخصصة في التكنولوجيا النظيفة والبيئة والاجتماع والحوكمة "إمباور كابيتال"، أندريا زانون، إلى أن الحروب قد تؤثر على بعض المفاوضات الجارية في قطاع المناخ على مستوى العالم. حيث يعتبر التركيز على القضايا الداخلية أولوية للحكومات أثناء الأوقات الأزمة، مما يعني أن بعض الدول قد تُلغي أو تُؤجل أهداف إزالة الكربون في ظل تلك الظروف.

 

كما ويُتوقع أن يؤدي الصراع إلى فقدان بعض الزخم الإيجابي، وقد يتأخر الاستثمار المرتبط بقضايا المناخ في الدول الضعيفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ومع ذلك، يرى زانون أنه من غير الممكن إيقاف التحول الشامل نحو "النمو الأخضر" أو إبطاؤه بشكل كبير.

من ناحية أخرى، يعتبر زانون، بناءً على الخبرة المستفادة من الحرب الروسية في أوكرانيا، أن الحروب قد تعجل بالتحول نحو انبعاثات صفرية، بهدف جعل الدول أكثر أمانًا في مجال الطاقة وأقل اعتمادًا على الجهات الفاعلة غير المستقرة في إمدادات الطاقة. وهذا بالتحديد ما فعلته أوروبا، التي كانت تعتمد بشكل كبير على روسيا لتوفير الطاقة.

 

أكبر تهديد "للتحول الأخضر" هو تقلب أسعار النفط

على الرغم من أن الدول المشاركة في الحرب حاليًا ليست منتجة للنفط، مما يعني أنه من غير المرجح أن تؤثر الحرب في الوقت الحالي على إمدادات النفط، إلا أن في حال توسع نطاق النزاع ليصبح أزمة إقليمية، قد نشهد تقلبات إضافية في أسعار النفط وارتفاع الضغط نحو 100 دولار للبرميل أو حتى أعلى، وفقًا لزانون.

إذا حدثت هذه الزيادة، فإن الأسعار المرتفعة ستشجع على مزيد من عمليات الاستكشاف واستخراج النفط والغاز في جميع أنحاء العالم، حيث ستسعى شركات الوقود الأحفوري للاستفادة من هذه الفرص.

ويشير زانون إلى أن هذا قد يؤدي إلى زيادة إمدادات النفط بأسعار معقولة مرة أخرى، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على النفط وربما يبطئ من حركة التحول نحو الانبعاثات الصفرية.

ويعتبر الخبير في مجال الطاقة النظيفة أن أكبر تحدي لتحقيق "النمو الأخضر" هو تقلب أسعار النفط، حيث يؤدي هذا التقلب إلى تراجع الاستثمارات في مشاريع الطاقة المتجددة من قبل المستثمرين البيئيين والاجتماعيين المؤسسين.

 

تداعيات الحرب على سلاسل التوريد للطاقة المتجددة

من المرجح أن تُسرِّع الحرب في فلسطين، بشكل مشابه للحرب في أوكرانيا، التحول العالمي نحو استخدام التكنولوجيات النظيفة، مثل الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر والمركبات الكهربائية، بدلاً من تباطؤه. وعلى الرغم من هذا التسارع المحتمل، يظل هناك تحدي في تحقيق اتفاقيات باريس للمناخ والحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى أقل من درجتين مئويتين بحلول نهاية القرن.

لتحقيق هذه الأهداف الطموحة، يتعين علينا ضخ 4 تريليونات دولار من الاستثمار في الطاقة النظيفة بحلول عام 2030، بدلاً من الاستثمار الحالي الذي يبلغ 2 تريليون دولار سنويًا. ورغم استمرار التوترات والنزاعات، يعتقد البعض أن هذا الصراع المستمر قد لا يكون له تأثير كبير على سلاسل التوريد لتكنولوجيا الطاقة المتجددة.

 

ويُتوقع أن تتسبب زيادة التقلبات المناخية وتغيرات موجات الحرارة والأمطار الغزيرة في زيادة شدة وتواتر المخاطر الطبيعية، مثل الفيضانات وحرائق الغابات وارتفاع مستوى سطح البحر والجفاف، مما يتسبب في انقطاع إمدادات النفط والغاز.

وتشير شركة "Verrisk Maplecroft" إلى أن 30% من احتياطيات النفط والغاز العالمية تعتبر معرضة لخطر كبير بسبب اضطرابات المناخ، مما يعزز التحول المتزايد نحو إقامة نظم طاقة متجددة ومحلية.

 


المصدر: العربية 

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
رمضان يقترب.. أيام قليلة تفصلنا عن بداية شهر رجب للعام 1446؟

رمضان يقترب.. أيام قليلة تفصلنا عن بداية شهر رجب للعام 1446؟

مربعانية الشتاء.. ماذا تعني في الموروث الجمعي في المشرق العربي؟

مربعانية الشتاء.. ماذا تعني في الموروث الجمعي في المشرق العربي؟

مرصد الزلازل : لم يسجل أي هزة أرضية في الأردن

مرصد الزلازل : لم يسجل أي هزة أرضية في الأردن

الأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكة

الأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكة